Category: مصر


 العالم … صور

طفلة تلهو في حضانة داخل “تجمع اشتراكي” في كاراكاس مصباح ورقي يطفو على سطح بحيرة هيبيسكوس خلال مهرجان في بوسطون رافائيل امارجو يرقص الفلامنكو خلال مهرجان الاردن بقلعة عمان آنا ايزابيل تبتسم للمصورين على هامش حفل في فلوريدا فرانشيسكا جاليا تغني في افتتاح مهرجان مالطا للجاز السنة اللهب تتصاعد من سفينة صيد تايوانية منتسبات الى “فتح الانتفاضة” خلال حفل تخريج في دمشق شاكيرا تقف لالتقاط صور خلال حفل توزيع جوائز في ميامي مزيد

عادل عبد المهدي- بارزاني -بلير -أثيوبيا -لافروف- أحمد نظيفPosted on July 15, 2010 by wwakhbar

  • عادل عبد المهدي- أحمد ابو الغيط-
  • عادل عبد المهدي- بارزاني -بلير -أثيوبيا -لافروف-  أحمد نظيف
  • فايزة أبو النجا
  • ميلس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا
  • أديس أبابا
  • الملك عبدالله و اوباما
  • انحناء أوباما للعاهل السعودي
  • رئيس الوزراء الأثيوبي
  •  مسعود بارزاني

رئيس جمهورية مصر العربية يستقبل رئيس إقليم كوردستان

  • وفايزة أبوالنجا 
دراسة بريطانية: ضرب إيران سيشعل حربا طويلة
20 قتيلا بهجوم استهدف الحرس الثوري في زهدان

 

 

لندن ـ ‘القدس العربي’ قتل اكثر من عشرين شخصا واصيب مئة اخرون مساء الخميس في هجومين انتحاريين استهدفا مسجدا شيعيا في مدينة زهدان بجنوب شرق ايران، وفق ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.


تراشق اعلامي يصعد التوتر بين سورية ومصر
صحف من البلدين تهدد بفتح ملفات الرؤساء

 

 

لندن ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر واحمد المصري: انهارت الهدنة الاعلامية بين مصر وسورية بعد نشر صحيفة ‘المصري اليوم’ المصرية ملفا هاجمت فيه الرئيس السوري وفترة حكمه، واجرت مقابلة مع السيد عبد الحليم خدام الذي انشق عن النظام السوري ويقيم حاليا في باريس. وهددت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من ال


طهران ـ وكالات: اكد عالم الفيزياء النووية الايراني شهرام اميري الذي ‘خطفته’ المخابرات الامريكية قبل 14 شهرا حسب طهران، بعيد وصوله الى ايران صباح يوم الخميس الى العاصمة الايرانية، انه لم يكن يعمل في المجال النووي.


مدريد ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسين مجدوبي: انتقد القضاء الإسباني شرطة بلاده لترحيلها امرأة مغربية كانت تقيم في وضع غير قانوني تعرضت للتحرش الجنسي من طرف شرطي وتوجد قضيتها رهن التحقيق، في حين وصل قارب للهجرة على متنه أكثر من خمسين شخصا إلى السواحل الإسبانية.


بغداد- القدس العربي ـ من ضياء السامرائي: اعلنت وزارة العدل العراقية، الخميس، تسلمها مسؤولية ادارة سجن كروبر من القوات الامريكية التي نقل بموجبها 1500 موقوف إلى رعاية الحكومة العراقية، فيما أشارت الى ان نحو 200 معتقل من ضمنهم ثمانية من مسؤولي النظام السابق سيبقون تحت الحماية الامريكية داخل السجن نفسه.


واشنطن ـ ا ف ب: اعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية الخميس ان الولايات المتحدة ‘شديدة الثقة’ بان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي توقفت في نهاية العام 2008 ستستأنف.


باريس ـ ا ف ب: دعا زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ‘المسلمين في الغرب’ الى شن هجمات ‘دفاعا عن النبي محمد’


بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: خلافاً لأجواء الانقسام الوطني والطائفي التي خيّمت على الجلسة التشريعية الفائتة، مرّت الجلسة التشريعية امس بشكل هادئ في المجلس النيابي اللبناني، وشهدت توافقاً على تأجيل بحث الاقتراحات المقدّمة من رئيس ‘اللقاء الديمقراطي’ النائب وليد جنبلاط حول موضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين.


لندن ـ يو بي اي: أعلن عمر بن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أن والده على قيد الحياة لكنه لا يعرف مكانه، وأنه لا يزال يحبه لكنه لا يريد أن يصبح مثله. وقال عمر البالغ من العمر 29 عاماً في مقابلة مع صحيفة ‘الصن’ امس الخميس ‘والدي هو على الأرض ولكن لا أعرف أين، وإذا كان هذا النوع من الأشخاص



كاريكاتير اليوم


موضوعات الأمس
ثاباتيرو يعلن الحرب على الإعلانات الفاضحة في الصحافة الأسبانية
7/16/2010



رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو

 

مدريد ـ يعتزم رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو فرض حظر على الإعلانات الجنسية في الصحافة الأسبانية.
وقال ثاباتيرو الجمعة في مدريد إن الإعلانات الصحفية التي تعلن فيها بائعات الهوى عن تقديم خدماتهن لا تسهم إلا في تشجيع الاستغلال الجنسي للمرأة.

وأضاف رئيس الوزراء الأسباني المنتمي للحزب الاشتراكي إن الحكومة تدرس لهذا السبب الإمكانيات القانونية لتطبيق الحظر عليها.

وأعلن الناشرون الأسبان الجمعة رفضهم الشديد لهذه النية التي أعلنها رئيس الوزراء، مضيفين أن قطاع الإعلانات عانى بشدة خلال الأعوام الماضية بسبب فرض قيود على الدعاية للمشروبات الكحولية والتبغ.

كما رفض اتحاد العاهرات في أسبانيا “هيتاريا” اقتراح رئيس الوزراء أيضا ، واصفا إياه بأنه “اقتراح مثبط للإنتاج ومتزمت”، ولا يفيد في الحرب على الجريمة المنظمة.

وأضاف الاتحاد أن فتيات خدمة الجنس عبر الهاتف (كول جيرلز) سيضطرون نتيجة هذا الحظر إلى التوجه إلى نواصي الشوارع والأندية المشهورة ، وهي الأماكن التي يتم استغلالهن فيها حقا.

من جهته حيا اتحاد آباء الأسر التابع للكنيسة الكاثوليكية هذه الفكرة ، مبينا أنها لا تتعلق بحرية الصحافة.

وقال الاتحاد إن الكثير من هذه الإعلانات تدمر أقدار العديد من البشر وتساعد على الاستغلال الذي تمارسه المنظمات الإجرامية.

رياضة

 

تييري هنري رسمياً إلى نادي نيويورك ريد بولز

ويبر سائق رد بول يفوز بسباق بريطانيا في فورمولا 1مزيد
 

منوعات

 

 

سياحة

 

الكونت دراكولا ينجح في اجتذاب السائحين الأجانب في رومانيا

صيف 2010 في زيوريخ: احتفالات وتسوق وأماكن سباحة للنساء وأخرى للرجالمزيد
 

صور اليوم

 

فايزة أبو النجا

تحرك مصري جديد باتجاه إثيوبيا للتباحث بشأن تقاسم مياه النيل
محيط – تقرير اخبارى – 07/07/2010 10:39:29 ص
وزير الخارجية المصري ، أحمد أبوالغيط، ووزيرة التعاون الدولي ، فايزة أبوالنجا، يتوجهان إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الاربعاء‏,‏ لإجراء مباحثات مهمة مع ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي‏,‏ تتناول ملف مياه النيل، وعلاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات‏ التفاصيل
 
إحياء منطقة سقارة ومقبرة ممفيس بتعاون مصرى فرنسى
محيط – تقرير اخبارى – 05/06/2010 12:29:00 م
فى إطار العلاقات الوطيدة التى تربط بين مصر وفرنسا, وقعت السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى مع السيد السفير جون فيليكس باجاون سفير فرنسا فى القاهرة والسيد جون مولينيا مدير مكتب الوكالة الفرنسية فى القاهرة اتفاقى منحتين مقدمين من الوكالة الفرنسية للتنمية” ايه اف دى”. التفاصيل

 وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط،

WordPress for iOS

من مدونتنا الرسمية

الباحث الإسلامي عصام تليمة لـ”محيط” :
حكم “المسيحي” لمصر ليس مخالفة ولكنه غير منطقي!!

 

محيط ـ هبة عسكر

 

   
  جدل حول العلاقة بين المسلمين والأقباط    

هل يمكن أن يعتلي مسيحي سدة الحكم في مصر، وهل يمكن إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تقر أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع، هذه التساؤلات وغيرها أضحت حديث الكواليس في مصر، فلا تجد وسيلة إعلامية إلا وتتعرض بشكل أو بآخر لإحدى القضيتين أو كلاهما.

 

 

ففي وقت يعج فيه الوسط السياسي والديني المصري بالكثير من الموضوعات الجدلية حول العلاقة بين المسلمين والأقباط ، وخروج مطالبات الكثير من المسيحيين بإنشاء أحزاب قبطية لهم في مقابل مطالب بعض الجماعات الإسلامية بأحزاب سياسية  لها ، وفي حين نالت فكرة ومحاولات ترشح الأقباط للرئاسة بالكثير من التهكم والرفض ، خرجت دراسة تجيز حكم غير المسلم للدولة ذات الأغلبية المسلمة ، منتقدة في الوقت نفسه دعوات إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري والتي تقر بأن الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع .

 

مزيد من التفاصيل حول الدراسة وما تطرحه من أفكار كان لشبكة الإعلام العربية “محيط” هذا الحوار مع الباحث الإسلامي عصام تليمة المستشار السابق للدكتور يوسف القرضاوي، الحاصل علي الماجستير في التفسير وعلوم القران والباحث في جمعية قطر الخيرية حاليا ..

  

محيط : دراسة مثيرة للجدل في وقت مثير هو الأخر … كيف جاءت؟

هي دراسة كنت اجمع موادها من فترة كشأن معظم أبحاثي ، جاءت من خلال دردشة على هامش مؤتمر مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بشأن ما قرأته عن مراجعات الجماعة الإسلامية في موقفها مع الأقباط وما تنويه حاليا جماعة الإخوان من دراسة ملف الأقباط فوجدت أن هناك إشكاليات تحتاج لتناول وتعامل ، وقد تناول كثيرا منها قبلي أساتذة وعلماء كبار مثل الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري، والدكتور محمد عمارة والأستاذ فهمي هويدي والدكتور يوسف القرضاوي ود.احمد كمال أبو المجد ، فبدأت أحصر المسائل التي لم يفض فيها الاشتباك ولم يحسم فيها برأي معاصر فكتبت بحثي المتواضع وقلت رأيي فيما تعرضت له من قضايا.

 

محيط : أري من حديثك أن الدوافع السياسية هي المحرك الأساسي لبحثك .. أليس كذلك ؟

غير صحيح .. ليست دوافع ولكن الكاتب عموما يتأثر بما يدار حوله من أسئلة وموضوعات ، مثلا منذ وقت قريب أرسل لي أحد رموز المعارضة من الإسلاميين سؤالا عن الإضراب عن الطعام لأن البعض يقول إنه انتحار

فكتبت فتوى مطولة نوعا ما فيها وهكذا الباحث المعاصر هو من يبحث عما يهتم به مجتمعه ويحتاجه مجتمعه من قضايا تلح عليه وعليهم وتحتاج لرأي الشرع فيه .

 

“وجود المادة الثانية في الدستور
هي لصالح المسيحي وليست ضده..”

محيط : نريد توضيح وتفسير لما وصلت إليه في الدراسة بجواز تولي غير المسلم للرئاسة وحكمه للأغلبية المسلمة ؟

بداية هذه قضية افتراضية في واقعنا المصري وفي الواقع العالمي كله فلن نجد مسلما يحكم أمريكا حتى لو نص الدستور على جواز ذلك ، ولا يحكم انجلترا ولا أي دولة أوربية وكذلك غالبا في بلادنا أمر صعب بحكم ثقافة الشعوب ، ففي مصر لا ينجح عضو مجلس شعب مسيحي الا بصعوبة بحكم ما هو مترسخ من ثقافة عند الشعوب.

 

وفي أوربا الآن حملة مستعرة على شعائر المسلم النقاب والحجاب والمآذن ورسوم مسيئة فهناك جو معين وثقافة شائعة ..ولذا فرأيي يتحدث عن بحث علمي ورأي علمي قد يوجد أو لا يوجد في الواقع وقد يتحقق وقد لا يتحقق.

 

لكن في الدراسة أناقش هل المسألة دينيا بما هو جديد لدينا من معطيات في حياتنا اختلفت عن السابق في العصور الإسلامية الأولى هل الأمر جائز أم لا؟ ، فقهاؤنا القدامى اجتهدوا لزمانهم وفق زمانهم وكل جيل جاء واجتهد بحسب قضايا عصره فقديما كانت بلادنا بلادا إسلامية فتحها المسلمون وجرى بينهم وبين أهل البلد عقد

هو عقد الحكم واتفاق التزم كل طرف بما عليه وأخذ ما له لم يكن ينص فيها على أن يحكم غير المسلم بلدا مسلما

لكن هناك أمر جديد طرأ على العالم الآن وهو أن الخلافة الإسلامية سقطت وليست لها ممثل الآن وجاء الاستعمار واحتل بلادنا كلها إلا السعودية وجزء من اليمن.

 

   
  عصام تليمة    

ومن ثم فإن تعاون الجميع مسلمين وغير مسلمين على تحرير البلاد وخروج الاستعمار وأصبح هناك عقد جديد في بلادنا لا ينص على الجزية ولا ينص على تصنيف بل ينص على أن الناس سواسية في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم والعقد شريعة المتعاقدين والحكم عقد مدني كذلك وهذه فكرة وصل لها الدكتور العوا في بعض كتبه والمستشار البشري وغيرهما.

 

محيط : ولكنك أشرت في الدراسة إلي أن الحاكم في العصر الحالي مجرد ترس لإدارة الدستور .. كيف ذلك ونحن نتحدث عن حكام يلعبون بمقدرات البلاد ؟

أنا أتكلم عن واقع نتمنى وجوده وهو أن نصل جميعا ونعمل على أن نصل إلى دولة المؤسسات الذي يكون الحاكم فيه مجرد ترس في آلة وليس هو الآلة ونحن التروس ويحرك فينا كيف يشاء وأموالنا وحياتنا رهن إشارته وطوع أمره وهذا هو عيبنا أننا شعوب نجلس نتناقش يحكمنا مسلم ولا مسيحي في مقابل عدم وجود دور لنا في اختيار الحاكم أيا كان هو فنحن لا نختار مسلم ولا مسيحي! ..

 

فلو كنا نختار ويشعر الحاكم أننا اخترناه لعمل لنا ألف حساب .. رأينا حكاما اختارتهم شعوبهم يبكون ويقفون ليحاسبهم الشعب ومؤسسات الدولة لكن عندنا لا قيمة للمواطن في اختيار الشعب من منا يذهب للجنة الانتخاب يصوب لاختيار الحاكم ولا نائب له في مجلس الشعب ويصل صوته بل يمنع من الإدلاء وتقوم وزارة الداخلية مشكورة بالانتخاب بالنيابة عنه كي لا تتعب المواطن الكريم.

 

“ليس هناك صدام بين الأديان
هناك صدام بين أتباع الأديان..”

ما ننشده ويجب أن نسعى لتطبيقه أن تكون دولنا دول مؤسسات الحاكم فيها أجير موظف يقوم على رعاية الشعب وليس يملك الشعب ويعتبرهم أقل من الخدم عندما نصل لذلك نذهب جميعا لصناديق الاقتراع ومتي حصل على الأغلبية وتتوافر فيه الشروط لن يضيرني يكون مسلم أو غير مسلم لأن هناك قانون ونظام يحكمني ويحكمه.

 

المادة الثانية

 

محيط : كذلك انتقدت في الدراسة دعوات إلغاء المادة الثانية من الدستور .. فلماذا  ؟

وجود المادة الثانية في الدستور هي لصالح المسيحي وليست ضده لأنها تحافظ على التزامه بدينه لأن الإسلام لو طبق كشريعة وقانون يعطي كل صاحب دين مخالف للإسلام الحق أن يحكمه دينه في خصوصيته الدينية ، فمثلا

مسألة طلاق المسيحي القانون العلماني يعطي المسيحي الحق في أن يطلق ودينه يمنعه ويحرم عليه الطلاق وجود المادة الثانية يجعل المسيحي يرجع في أمر الطلاق للكنيسة لأنها تمثل المرجع الأكبر لدنيه.

 

أما إلغائها يجعل المسيحي في تعارض مع دينه لأنه سيطبق عليه قانون يتعارض مع ما يؤمن به من دين لأن المساواة ستقتضي أنه كما يطلق المسلم من حق المسيحي أن يطلق هو أيضا لكن الإسلام ينظر لقضية كهذه على أنها خصوصية دينية لا يجبره الإسلام عليها فالإسلام لا يطلب ممن لا يؤمن به أن يطبق عليه قانون إلا في الأمور العامة كالسرقة والقتل فهي حدود وحقوق تقام على الجميع.

 

محيط : شهدت الفترة الأخيرة تكرار للحوادث الطائفية .. في رأيك ما أسبابها .. هل أسباب سياسية أم سوء فهم ؟

قبل ذلك كنا نستطيع أن نقول إنها سوء فهم للشرع أيام عنف الجماعات لكن الآن نقدر نقول عدة أسباب

هناك أسباب شخصية وهي الخلافات الشخصية بين جيران على أمور عادية تحدث بين الأخوين المسلمين الشقيقين

فنجد حالات قتل وخناق بين أب وابنه وأخ وأخوه مسلم وبين مسيحي ومسيحي ، وهذا عامل شخصي موجود في كل وقت وفي كل زمان وفي كل مكان وهذه أعتقد يمثل عددا غير قليل من الحالات.

 

وهناك أيضا عامل بيئي فالبيئة لها عامل في ذلك بعض البيئات مشبعة بالتعصب ليس ضد مختلفي الأديان فقط بل بين اتباع الدين الواحد فتجد خلافات وشجارات كثيرا ما تحدث بسبب أن البيئة تربي أهلها على ذلك بين العائلات وبين القرى والمدن وهكذا ، وهناك عامل ثقافي وهو ما يتلقاه الناس في مدارسهم وحياتهم ومراجعهم وأمورهم كلها هل هي ثقافة تغرس التسامح والتفاهم والتعايش السلمي المشترك أم هي ثقافة تغرس التعصب وإقصاء الآخر.

 

هذه ثقافة ليست لها علاقة بدين ولا بتدين الذين يتهمون النظام في مصر أنه قائم على التمييز بين الديانات

مخطئ لأن المسلم مظلوم قبل المسيحي هذا نظام قائم على الشللية وقائم على مصالحه تحققت على يد مسلم أو على يد مسيحيين هو يريد من يعلن ولاءه له وفقط هل يأتي النظام في مصر بالوزير قبل أن يعين ويعمل تحريات عليه متدين وبيخاف ربنا ولا لأ؟ لا التحريات التي تجرى تجرى على ولائه للنظام ما درجتها وفقط ، وأخيرا هناك عامل سوء فهم لنصوص الدين وهو متوفر في الطرفين وفي أتباع كل دين ودائما أقول ليس هناك صدام بين الأديان هناك صدام بين أتباع الأديان .

 

أيادي خفية

 

“الإمامة الكبرى
هي الخلافة العظمى..”

محيط : نعم ..ولكن ماذا عن الأحاديث التي تقوم أن هناك أيادي خفية تسعي دائما إلي تأجيج الخلاف بين الطرفين؟

لا شك هناك من له مصلحة في تفتيت نسيج الوطن الواحد وبلادنا منذ القدم مستهدفة ، الحاج أمين الحسيني مفتي القدس رحمه الله كان يقول: كانت أجهزة الاستخبارات العالمية قديما موجهة لاستنانبول بلد الخلافة

فلما سقطت نقلت معظمها إلى القاهرة وقد قابل أحد العلماء ريتشارد ميشيل الباحث الأمريكي المعروف وكانت رسالته للدكتوراه عن الإخوان المسلمين لقيه في الكويت فسأله ماذا تفعل هنا قال أدرس أسباب الخلاف بين الجماعات الإسلامية .. فلماذا يدرسها هل ليزيلوا أسبابا الخلاف ويوحدوا صفهم؟!. أكيد للعمل على زيادتها

وهذا لا يعفينا من المسئولية بلا شك فنحن لنا دور في تفريق صفنا

 

محيط : وماذا عن أقباط المهجر .. واستغلالهم من قبل جهات أخري حتى تكون الضربة بأيدينا ؟

أنا تابعت قدر الاستطاعة بعض ما يصدر عنهم وبعض مواقعهم كلامهم فيه مبالغات وأحيانا مغالطات وكما قلت لا يوجد في مصر اضطهاد لفئة دون فئة يوجد في مصر اضطهاد لعموم الشعب يعني الألف اللي غرقوا في العبارة صاحبها راح نقى واختار النصارى وغرقهم غرق مسلمين وغير مسلمين ، المسارح والقطارات اللي احترقت اختاروا فيها مسيحين وحرقوهم ، حرقت أطياف الشعب المصري كله الموجود أنا أقول لكل مخلص لهذا الوطن عايز تحارب تمييز وعصبيات قف بجانب الجميع نادي بحق الجميع ليس لفصيل دون الآخر اعمل لخير مصر كلها لحرية الجميع ومساواة الجميع.

 

   
  عصام تليمة    

محيط : ألا تري أن الفكرة التي تطرحها الدراسة حول “ولاية غير المسلم صادمة في وقت تسعي فيه الجماعات الإسلامية للحصول علي تصريح أحزاب سياسية ؟

 

هناك رد لأحد العلماء في موقف مشابه ..الإمام أبو الأعلى المودودي في انتخابات رئاسية أمر أتباعه في الجماعة الإسلامية ينتخبوا فاطمة خان فهاجمه المتشدون واستشهدوا بقوله صلى الله عليه وسلم: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” فرد المودودي قوال: وهل يفلح قوم ولوا أمرهم طاغية إشارة إلى المرشح الآخر الظالم اللي موجود قبالها فيعني صادم للناس اقول ينتخب مسيحي لو كان كفء ومحبوب ويحصل على أغلبية ومش صادم لهم نظام بيحكمهم ليس لهم اختيار فيه أيهما أكثر صدمة؟ ولا اختاروه ولا بيحبوه يا سيدي متزعلش نفسك متجبش مسيحي حاكم لك امتلك القدرة على التغيير أنت تختار حاكم تاني مسلم بس عادل ويحكم بالحق وخلي رأيي انا لي وخليه حبيس الأوراق والكتب .. إذا كان الشعب مش قادر يغير الدستور عشان يدي فرصة للبرادعي وغيره من الشرفاء في حق أن يترشح

 

محيط : كيف وهذه الأيام رأينا امتداد التيار السلفي وتغلله في نفوس الكثيرون .. ونجد بعض الفتاوى بعدم جواز حتى التهنئة بالأعياد ؟

كما قلت هذا يرجع لعوامل منها عامل ثقافي وبيئي ما يقال للناس يصنع ثقافتهم ورؤيتهم سماع الرؤية الواحدة والقول الواحد يجعل الناس ضيقي الأفق كما أن الرأي السلفي يمثل فكره ورأيه فهناك رأي آخر يجيز التهنئة ويجيز أكثر من التهنئة إذا أجاز الله عز وجل لي الزواج من غير المسلمة المسيحية ..بأي منطق أتعامل وأخوال أولادي من زوجتي غير المسلمة موقفي إيه منهم يعني الإنسان يقول كلام يوافق صحيح الإسلام ولا يتصادم مع العقل.

 

رئاسة المراة

 

“الأزهر أمره ليس بيده مائة في المائة بل يده مغلولة..”

محيط : نقطة أخري موضع جدل بالدراسة أشرت إلي جواز تولي المراة رئاسة الجمهورية في وقت نسمع كثير من الشيوخ يقولون انه لا يجوز ويعتبرون ذلك من الإمامة الكبرى؟

 

الإمامة الكبرى هي الخلافة العظمى ولا يوجد خلافة عظمى الآن لو وجد في الأمة امرأة وصلت من القوة والسمعة الحسنة أن نالت أغلبية أصوات الناس فمرحبا ، وفي احد المرات سالت سؤال  لأحد رموز الإخوان ساعة برنامجهم لما رفضوا تولي المرأة والمسيحي قلت له: لو اترشح فلان من الحزب الوطني والمستشارة نهى الزيني تختار مين فضحك قال لي طبعا نهى الزيني.. قلت له طيب: ولو ترشح فلان واحد تاني من الحزب الوطني معروف بأنه محتكر وترشح ضده د. رفيق حبيب أو جمال أسعد عبد الملاك ..تنتخب من .. فقال رفيق أو جمال .

 

محيط : من حديث حضرتك تريد أن تقول أن الأمر بعيد عن الخلاف الديني وهو أمر سياسي ؟

الرأي الديني سهل ومقدور عليه أدلة ورأي آخر ويظل رأي نظري يعني مش بكره الصبح حسني مبارك هياخد تقاعد وبيقول يلا يا جماعة شوفوا لكم حد يحكم يا واحدة ست يا مسيحي؟ يعني حتى الرأي الفقهي لو أجاز تظل إرادة الشعب وهو تريد ماذا ؟ومادوره؟

 

محيط : أشرت في الدراسة إلي ترك حرية التحول عن الإسلام .. إلا تري إنها هي الاخري صادمة ؟

 

في رأيي أن يترك لكل إنسان حرية اعتناق ما يؤمن به وإذا أرادت الدولة أن تقنن ذلك حتى لا يكون هناك تلاعب كما يفعل البعض لا مانع يدعى من أهل القانون والدين من الطرفين أهل الاختصاص ليسجلوا ويضعوا ضوابط لذلك فالإسلام كفل حرية الاعتقاد في الابتداء فقال: (لا إكراه في الدين) وكذلك يكفل حرية الاعتقاد في الانتهاء يعني حرية الاعتقاد ليست للإنسان في مرحلة وفي اخري تنزع منه بل هي مستمرة معه ما دامت عن قناعة فكرية

 

محيط : تتحدث عن تقنين وإجراءات في وقت تتم أشياء أخري في الخفاء استخدام الأموال وأشياء أخري ؟

كي نكون صرحاء ، الكل يخاف من مسألة حد الردة أولا لا يوجد من يطبق حد الردة وهذا إذا سلمنا به إنه حد

وليس تعزيزا فلماذا الخوف والتوجس ؟ .. التبشير بالمال موجود في كل مكان إذن هذا دور المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني أنها تقف بالمرصاد لأي شراء لذمم الناس إذا كنا نصرخ ونشكو من شراء الأصوات في الانتخابات فأولى من يشتري دين الإنسان أن نقف له بالمرصاد وضده لو الناس بقناعة فكرية لا يوجد مانع لكن شراء وإغراء للناس لتغيير دينهم نحن ضده الدين لا يشترى ولا يساوم ..لا بد أن يكون قناعة داخليه وفكرية ويكون هناك إيمان قوي به.

 

تجديد الخطاب الديني

 

محيط : هذا يدفعنا مباشرة إلي فكرة تطوير أو تجديد الخطاب الديني.. كيف تري هذه الدعوات وكيف يكون  التجديد ؟

التجديد للخطاب الديني مطلوب إن لم يكن مفروضا ، والقرآن الكريم غير من خطابه فالقرآن المكي غير القرآن المدني ، في أسلوبه وفي طريقة خطابه وفي موضوعاته ، بل الرسول نفسه غير من خطابه كان يأتيه أحد الناس يسأله عظني فيقول له لا تغضب ويأتيه آخر فيقول له قل آمنت بالله ثم استقم فهو هنا غير خطابه بناء على حال السائل ، فليس كل الناس يصلح معها خطاب واحد وهنا تحضرني طرفة تدل على من يرفض تجديد الخطاب الديني ويرى أن كل خطاب يصلح لكل مكان ما دم يعبر عن الإسلام ، كنت أناقش أحد الشباب من أبناء المسلمين في الغرب حول الجيرل فريند وأردت أن أحاكي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع الشاب الذي قال له صلى الله عليه وسلم هل ترضاه لاختك هل ترضاه لأمك إلى آخر الحديث فقلت له هل ترضاه لاختك قال لي براحتها لو هي عايزة كده دي قناعة شخصية وهنا توقف حديثي .

 

الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب أناسا بما يتناسب معهم ، طبعا الرسالة لن تتغير يعني جوهر القضية ثابت

لكن التجديد يكون في وسائل الخطاب لديني فيم يقدم وفيم يؤخر ما المهم وما الأهم الآن.

 

وعلماؤنا ينصون على هذه القاعدة الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والنيات والمقاصد والأحوال أنا أحيانا أقرأ في بعض كتب التراث نصوصا أضع قلبي على يدي وأدعو الله ألا تقع في يد غير مسلم يحارب الإسلام .. بل أرى أن هناك نصوصا تحتاج إلى غربلة وتمحيص وتدقيق فيها في السند والمتن وفي فقهـها وأما كيف يجدد فيجدد الخطاب الديني من داخله ووفق أجندتنا نحن لا وفق أجندة أمريكية أو خارجية وبيدنا لا بيدهم وبعقولنا لا بعقولهم وبفلسفتنا لا فلسفتهم

 

محيط : ولكن نسمع عن هذه الدعوات منذ عشرات السنين ولا نجد تطوير بل ويهاجم دعاة التطوير ؟

لأنها تخرج غالبا من أناس متهمين عند الناس أو تخرج بصورة لا تقبل بها وتنفر الدعاة منها وأصحاب الخطاب الديني أو تأتي عن طريق الفرض عليهم وعدم قناعتهم أو بفلسفة تصدم مع ثوابت الدين.

 

محيط : المفترض أن يقود هذه الدعوات الأزهر الشريف والبعض يري انه هو الأخر يحتاج إلي تطوير ؟

هناك من علماء الأزهر ومن مفكري الأمة من هو أهل لهذه القيادة لكن المشكلة في أن الأزهر أمره ليس بيده مائة في المائة بل يده مغلولة ، وأفضل خريجيه وعلمائه خارج السلطة وخارج نفوذ التأثير العلمي والفكري فيه

فمثلا رجل بقامة الشيخ الغزالي أين هو وفكره وكتبه من مناهج الأزهر وعندما كان حيا ماذا استفاد منه

وكذلك رجل بقامة الشيخ القرضاوي أين هو من الأزهر نعم يدعى لمؤتمر بين الحين والآخر ولكن أين هو من النفوذ والتطوير عندما مكن لبعض رجال الإصلاح في الأزهر كالشيخ المراغي وشلتوت قاموا بجهود قوية في تطوير الخطاب الإسلامي والمناهج الإسلامية في الأزهر بشهادة الجميع

 

“القرآن الكريم غير من خطابه..”

محيط : طالعتنا وسائل الأعلام في الفترة الأخيرة بالدعوات لتغيير المناهج الدينية.. كيف تقيم هذه الخطوة خاصة وان البعض يري إنها تنفيذ لأجندة أمريكية ؟

 

نحن لسنا ضد التغيير والتطوير بالشروط التي ذكرتها آنفا أن تكون بيدنا أي بيد أهل الثقات من التخصص

وأن يكون وفق أجندة الأمة لا وفق أجندة أمريكا وإسرائيل وأن يكون وفق فلسفة الإسلام الشاملة المتكاملة

لا تجزئة ولا تحوير ولا تحريف لها لو كانت في ظل هذه الشروط والضوابط فمرحبا وإلا كانت مرفوضة.

 

 محيط : في رأيك ما أهم النقاط التي يجب أن تشملها المناهج الجديدة لو تم التطوير كما ذكرت وفق أجندتنا ..

هل فقط مجرد الحديث عن عدم التفرقة بين المسلم والمسيحي ؟

ينبغي أن تكون قائمة على توضيح الإسلام الصحيح وهو إسلام متكامل يجمع بين الحقوق والواجبات وليس وفق إصلاح جزئي في قضية جزئية لحاجة في نفس يعقوب أو كما نرى فجأة ينزل علينا ببراشوت حملة على الختان

أو حملة على النقاب وهكذا.

 

لا بد أن تقوم المناهج التي تتطور على بناء عقلية علمية إسلامية تقوم على أتباع الدليل الصحيح أينما ذهب بصاحبه وتقوم على احترام رأي الآخر وتقديره وإن اختلف معه وتقوم على التعايش السلمي بين الناس جميعا وتجمع بين إصلاح الجوارح والقلوب والنفوس وعلى بناء الإنسان الصالح في علاقته بربه، والنافع في علاقته بالناس، والمنتج في علاقته بالمجتمع ويجمع بين رعاية الدنيا وعدم إغفال الآخرة.

  
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش :       الأحد , 30 – 5 – 2010 الساعة : 11:29 صباحاً
توقيت مكة المكرمة :  الأحد , 30 – 5 – 2010 الساعة : 2:29 مساءً 

الباحث الإسلامي عصام تليمة لـ”محيط” :
حكم “المسيحي” لمصر ليس مخالفة ولكنه غير منطقي!!

 

محيط ـ هبة عسكر

 

 
  جدل حول العلاقة بين المسلمين والأقباط    

هل يمكن أن يعتلي مسيحي سدة الحكم في مصر، وهل يمكن إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تقر أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع، هذه التساؤلات وغيرها أضحت حديث الكواليس في مصر، فلا تجد وسيلة إعلامية إلا وتتعرض بشكل أو بآخر لإحدى القضيتين أو كلاهما.

 

 

ففي وقت يعج فيه الوسط السياسي والديني المصري بالكثير من الموضوعات الجدلية حول العلاقة بين المسلمين والأقباط ، وخروج مطالبات الكثير من المسيحيين بإنشاء أحزاب قبطية لهم في مقابل مطالب بعض الجماعات الإسلامية بأحزاب سياسية  لها ، وفي حين نالت فكرة ومحاولات ترشح الأقباط للرئاسة بالكثير من التهكم والرفض ، خرجت دراسة تجيز حكم غير المسلم للدولة ذات الأغلبية المسلمة ، منتقدة في الوقت نفسه دعوات إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري والتي تقر بأن الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع .

 

مزيد من التفاصيل حول الدراسة وما تطرحه من أفكار كان لشبكة الإعلام العربية “محيط” هذا الحوار مع الباحث الإسلامي عصام تليمة المستشار السابق للدكتور يوسف القرضاوي، الحاصل علي الماجستير في التفسير وعلوم القران والباحث في جمعية قطر الخيرية حاليا ..

  

محيط : دراسة مثيرة للجدل في وقت مثير هو الأخر … كيف جاءت؟

هي دراسة كنت اجمع موادها من فترة كشأن معظم أبحاثي ، جاءت من خلال دردشة على هامش مؤتمر مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بشأن ما قرأته عن مراجعات الجماعة الإسلامية في موقفها مع الأقباط وما تنويه حاليا جماعة الإخوان من دراسة ملف الأقباط فوجدت أن هناك إشكاليات تحتاج لتناول وتعامل ، وقد تناول كثيرا منها قبلي أساتذة وعلماء كبار مثل الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري، والدكتور محمد عمارة والأستاذ فهمي هويدي والدكتور يوسف القرضاوي ود.احمد كمال أبو المجد ، فبدأت أحصر المسائل التي لم يفض فيها الاشتباك ولم يحسم فيها برأي معاصر فكتبت بحثي المتواضع وقلت رأيي فيما تعرضت له من قضايا.

 

محيط : أري من حديثك أن الدوافع السياسية هي المحرك الأساسي لبحثك .. أليس كذلك ؟

غير صحيح .. ليست دوافع ولكن الكاتب عموما يتأثر بما يدار حوله من أسئلة وموضوعات ، مثلا منذ وقت قريب أرسل لي أحد رموز المعارضة من الإسلاميين سؤالا عن الإضراب عن الطعام لأن البعض يقول إنه انتحار

فكتبت فتوى مطولة نوعا ما فيها وهكذا الباحث المعاصر هو من يبحث عما يهتم به مجتمعه ويحتاجه مجتمعه من قضايا تلح عليه وعليهم وتحتاج لرأي الشرع فيه .

 

“وجود المادة الثانية في الدستور
هي لصالح المسيحي وليست ضده..”

محيط : نريد توضيح وتفسير لما وصلت إليه في الدراسة بجواز تولي غير المسلم للرئاسة وحكمه للأغلبية المسلمة ؟

بداية هذه قضية افتراضية في واقعنا المصري وفي الواقع العالمي كله فلن نجد مسلما يحكم أمريكا حتى لو نص الدستور على جواز ذلك ، ولا يحكم انجلترا ولا أي دولة أوربية وكذلك غالبا في بلادنا أمر صعب بحكم ثقافة الشعوب ، ففي مصر لا ينجح عضو مجلس شعب مسيحي الا بصعوبة بحكم ما هو مترسخ من ثقافة عند الشعوب.

 

وفي أوربا الآن حملة مستعرة على شعائر المسلم النقاب والحجاب والمآذن ورسوم مسيئة فهناك جو معين وثقافة شائعة ..ولذا فرأيي يتحدث عن بحث علمي ورأي علمي قد يوجد أو لا يوجد في الواقع وقد يتحقق وقد لا يتحقق.

 

لكن في الدراسة أناقش هل المسألة دينيا بما هو جديد لدينا من معطيات في حياتنا اختلفت عن السابق في العصور الإسلامية الأولى هل الأمر جائز أم لا؟ ، فقهاؤنا القدامى اجتهدوا لزمانهم وفق زمانهم وكل جيل جاء واجتهد بحسب قضايا عصره فقديما كانت بلادنا بلادا إسلامية فتحها المسلمون وجرى بينهم وبين أهل البلد عقد

هو عقد الحكم واتفاق التزم كل طرف بما عليه وأخذ ما له لم يكن ينص فيها على أن يحكم غير المسلم بلدا مسلما

لكن هناك أمر جديد طرأ على العالم الآن وهو أن الخلافة الإسلامية سقطت وليست لها ممثل الآن وجاء الاستعمار واحتل بلادنا كلها إلا السعودية وجزء من اليمن.

 

 
  عصام تليمة    

ومن ثم فإن تعاون الجميع مسلمين وغير مسلمين على تحرير البلاد وخروج الاستعمار وأصبح هناك عقد جديد في بلادنا لا ينص على الجزية ولا ينص على تصنيف بل ينص على أن الناس سواسية في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم والعقد شريعة المتعاقدين والحكم عقد مدني كذلك وهذه فكرة وصل لها الدكتور العوا في بعض كتبه والمستشار البشري وغيرهما.

 

محيط : ولكنك أشرت في الدراسة إلي أن الحاكم في العصر الحالي مجرد ترس لإدارة الدستور .. كيف ذلك ونحن نتحدث عن حكام يلعبون بمقدرات البلاد ؟

أنا أتكلم عن واقع نتمنى وجوده وهو أن نصل جميعا ونعمل على أن نصل إلى دولة المؤسسات الذي يكون الحاكم فيه مجرد ترس في آلة وليس هو الآلة ونحن التروس ويحرك فينا كيف يشاء وأموالنا وحياتنا رهن إشارته وطوع أمره وهذا هو عيبنا أننا شعوب نجلس نتناقش يحكمنا مسلم ولا مسيحي في مقابل عدم وجود دور لنا في اختيار الحاكم أيا كان هو فنحن لا نختار مسلم ولا مسيحي! ..

 

فلو كنا نختار ويشعر الحاكم أننا اخترناه لعمل لنا ألف حساب .. رأينا حكاما اختارتهم شعوبهم يبكون ويقفون ليحاسبهم الشعب ومؤسسات الدولة لكن عندنا لا قيمة للمواطن في اختيار الشعب من منا يذهب للجنة الانتخاب يصوب لاختيار الحاكم ولا نائب له في مجلس الشعب ويصل صوته بل يمنع من الإدلاء وتقوم وزارة الداخلية مشكورة بالانتخاب بالنيابة عنه كي لا تتعب المواطن الكريم.

 

“ليس هناك صدام بين الأديان
هناك صدام بين أتباع الأديان..”

ما ننشده ويجب أن نسعى لتطبيقه أن تكون دولنا دول مؤسسات الحاكم فيها أجير موظف يقوم على رعاية الشعب وليس يملك الشعب ويعتبرهم أقل من الخدم عندما نصل لذلك نذهب جميعا لصناديق الاقتراع ومتي حصل على الأغلبية وتتوافر فيه الشروط لن يضيرني يكون مسلم أو غير مسلم لأن هناك قانون ونظام يحكمني ويحكمه.

 

المادة الثانية

 

محيط : كذلك انتقدت في الدراسة دعوات إلغاء المادة الثانية من الدستور .. فلماذا  ؟

وجود المادة الثانية في الدستور هي لصالح المسيحي وليست ضده لأنها تحافظ على التزامه بدينه لأن الإسلام لو طبق كشريعة وقانون يعطي كل صاحب دين مخالف للإسلام الحق أن يحكمه دينه في خصوصيته الدينية ، فمثلا

مسألة طلاق المسيحي القانون العلماني يعطي المسيحي الحق في أن يطلق ودينه يمنعه ويحرم عليه الطلاق وجود المادة الثانية يجعل المسيحي يرجع في أمر الطلاق للكنيسة لأنها تمثل المرجع الأكبر لدنيه.

 

أما إلغائها يجعل المسيحي في تعارض مع دينه لأنه سيطبق عليه قانون يتعارض مع ما يؤمن به من دين لأن المساواة ستقتضي أنه كما يطلق المسلم من حق المسيحي أن يطلق هو أيضا لكن الإسلام ينظر لقضية كهذه على أنها خصوصية دينية لا يجبره الإسلام عليها فالإسلام لا يطلب ممن لا يؤمن به أن يطبق عليه قانون إلا في الأمور العامة كالسرقة والقتل فهي حدود وحقوق تقام على الجميع.

 

محيط : شهدت الفترة الأخيرة تكرار للحوادث الطائفية .. في رأيك ما أسبابها .. هل أسباب سياسية أم سوء فهم ؟

قبل ذلك كنا نستطيع أن نقول إنها سوء فهم للشرع أيام عنف الجماعات لكن الآن نقدر نقول عدة أسباب

هناك أسباب شخصية وهي الخلافات الشخصية بين جيران على أمور عادية تحدث بين الأخوين المسلمين الشقيقين

فنجد حالات قتل وخناق بين أب وابنه وأخ وأخوه مسلم وبين مسيحي ومسيحي ، وهذا عامل شخصي موجود في كل وقت وفي كل زمان وفي كل مكان وهذه أعتقد يمثل عددا غير قليل من الحالات.

 

وهناك أيضا عامل بيئي فالبيئة لها عامل في ذلك بعض البيئات مشبعة بالتعصب ليس ضد مختلفي الأديان فقط بل بين اتباع الدين الواحد فتجد خلافات وشجارات كثيرا ما تحدث بسبب أن البيئة تربي أهلها على ذلك بين العائلات وبين القرى والمدن وهكذا ، وهناك عامل ثقافي وهو ما يتلقاه الناس في مدارسهم وحياتهم ومراجعهم وأمورهم كلها هل هي ثقافة تغرس التسامح والتفاهم والتعايش السلمي المشترك أم هي ثقافة تغرس التعصب وإقصاء الآخر.

 

هذه ثقافة ليست لها علاقة بدين ولا بتدين الذين يتهمون النظام في مصر أنه قائم على التمييز بين الديانات

مخطئ لأن المسلم مظلوم قبل المسيحي هذا نظام قائم على الشللية وقائم على مصالحه تحققت على يد مسلم أو على يد مسيحيين هو يريد من يعلن ولاءه له وفقط هل يأتي النظام في مصر بالوزير قبل أن يعين ويعمل تحريات عليه متدين وبيخاف ربنا ولا لأ؟ لا التحريات التي تجرى تجرى على ولائه للنظام ما درجتها وفقط ، وأخيرا هناك عامل سوء فهم لنصوص الدين وهو متوفر في الطرفين وفي أتباع كل دين ودائما أقول ليس هناك صدام بين الأديان هناك صدام بين أتباع الأديان .

 

أيادي خفية

 

“الإمامة الكبرى
هي الخلافة العظمى..”

محيط : نعم ..ولكن ماذا عن الأحاديث التي تقوم أن هناك أيادي خفية تسعي دائما إلي تأجيج الخلاف بين الطرفين؟

لا شك هناك من له مصلحة في تفتيت نسيج الوطن الواحد وبلادنا منذ القدم مستهدفة ، الحاج أمين الحسيني مفتي القدس رحمه الله كان يقول: كانت أجهزة الاستخبارات العالمية قديما موجهة لاستنانبول بلد الخلافة

فلما سقطت نقلت معظمها إلى القاهرة وقد قابل أحد العلماء ريتشارد ميشيل الباحث الأمريكي المعروف وكانت رسالته للدكتوراه عن الإخوان المسلمين لقيه في الكويت فسأله ماذا تفعل هنا قال أدرس أسباب الخلاف بين الجماعات الإسلامية .. فلماذا يدرسها هل ليزيلوا أسبابا الخلاف ويوحدوا صفهم؟!. أكيد للعمل على زيادتها

وهذا لا يعفينا من المسئولية بلا شك فنحن لنا دور في تفريق صفنا

 

محيط : وماذا عن أقباط المهجر .. واستغلالهم من قبل جهات أخري حتى تكون الضربة بأيدينا ؟

أنا تابعت قدر الاستطاعة بعض ما يصدر عنهم وبعض مواقعهم كلامهم فيه مبالغات وأحيانا مغالطات وكما قلت لا يوجد في مصر اضطهاد لفئة دون فئة يوجد في مصر اضطهاد لعموم الشعب يعني الألف اللي غرقوا في العبارة صاحبها راح نقى واختار النصارى وغرقهم غرق مسلمين وغير مسلمين ، المسارح والقطارات اللي احترقت اختاروا فيها مسيحين وحرقوهم ، حرقت أطياف الشعب المصري كله الموجود أنا أقول لكل مخلص لهذا الوطن عايز تحارب تمييز وعصبيات قف بجانب الجميع نادي بحق الجميع ليس لفصيل دون الآخر اعمل لخير مصر كلها لحرية الجميع ومساواة الجميع.

 

 
  عصام تليمة    

محيط : ألا تري أن الفكرة التي تطرحها الدراسة حول “ولاية غير المسلم صادمة في وقت تسعي فيه الجماعات الإسلامية للحصول علي تصريح أحزاب سياسية ؟

 

هناك رد لأحد العلماء في موقف مشابه ..الإمام أبو الأعلى المودودي في انتخابات رئاسية أمر أتباعه في الجماعة الإسلامية ينتخبوا فاطمة خان فهاجمه المتشدون واستشهدوا بقوله صلى الله عليه وسلم: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” فرد المودودي قوال: وهل يفلح قوم ولوا أمرهم طاغية إشارة إلى المرشح الآخر الظالم اللي موجود قبالها فيعني صادم للناس اقول ينتخب مسيحي لو كان كفء ومحبوب ويحصل على أغلبية ومش صادم لهم نظام بيحكمهم ليس لهم اختيار فيه أيهما أكثر صدمة؟ ولا اختاروه ولا بيحبوه يا سيدي متزعلش نفسك متجبش مسيحي حاكم لك امتلك القدرة على التغيير أنت تختار حاكم تاني مسلم بس عادل ويحكم بالحق وخلي رأيي انا لي وخليه حبيس الأوراق والكتب .. إذا كان الشعب مش قادر يغير الدستور عشان يدي فرصة للبرادعي وغيره من الشرفاء في حق أن يترشح

 

محيط : كيف وهذه الأيام رأينا امتداد التيار السلفي وتغلله في نفوس الكثيرون .. ونجد بعض الفتاوى بعدم جواز حتى التهنئة بالأعياد ؟

كما قلت هذا يرجع لعوامل منها عامل ثقافي وبيئي ما يقال للناس يصنع ثقافتهم ورؤيتهم سماع الرؤية الواحدة والقول الواحد يجعل الناس ضيقي الأفق كما أن الرأي السلفي يمثل فكره ورأيه فهناك رأي آخر يجيز التهنئة ويجيز أكثر من التهنئة إذا أجاز الله عز وجل لي الزواج من غير المسلمة المسيحية ..بأي منطق أتعامل وأخوال أولادي من زوجتي غير المسلمة موقفي إيه منهم يعني الإنسان يقول كلام يوافق صحيح الإسلام ولا يتصادم مع العقل.

 

رئاسة المراة

 

“الأزهر أمره ليس بيده مائة في المائة بل يده مغلولة..”

محيط : نقطة أخري موضع جدل بالدراسة أشرت إلي جواز تولي المراة رئاسة الجمهورية في وقت نسمع كثير من الشيوخ يقولون انه لا يجوز ويعتبرون ذلك من الإمامة الكبرى؟

 

الإمامة الكبرى هي الخلافة العظمى ولا يوجد خلافة عظمى الآن لو وجد في الأمة امرأة وصلت من القوة والسمعة الحسنة أن نالت أغلبية أصوات الناس فمرحبا ، وفي احد المرات سالت سؤال  لأحد رموز الإخوان ساعة برنامجهم لما رفضوا تولي المرأة والمسيحي قلت له: لو اترشح فلان من الحزب الوطني والمستشارة نهى الزيني تختار مين فضحك قال لي طبعا نهى الزيني.. قلت له طيب: ولو ترشح فلان واحد تاني من الحزب الوطني معروف بأنه محتكر وترشح ضده د. رفيق حبيب أو جمال أسعد عبد الملاك ..تنتخب من .. فقال رفيق أو جمال .

 

محيط : من حديث حضرتك تريد أن تقول أن الأمر بعيد عن الخلاف الديني وهو أمر سياسي ؟

الرأي الديني سهل ومقدور عليه أدلة ورأي آخر ويظل رأي نظري يعني مش بكره الصبح حسني مبارك هياخد تقاعد وبيقول يلا يا جماعة شوفوا لكم حد يحكم يا واحدة ست يا مسيحي؟ يعني حتى الرأي الفقهي لو أجاز تظل إرادة الشعب وهو تريد ماذا ؟ومادوره؟

 

محيط : أشرت في الدراسة إلي ترك حرية التحول عن الإسلام .. إلا تري إنها هي الاخري صادمة ؟

 

في رأيي أن يترك لكل إنسان حرية اعتناق ما يؤمن به وإذا أرادت الدولة أن تقنن ذلك حتى لا يكون هناك تلاعب كما يفعل البعض لا مانع يدعى من أهل القانون والدين من الطرفين أهل الاختصاص ليسجلوا ويضعوا ضوابط لذلك فالإسلام كفل حرية الاعتقاد في الابتداء فقال: (لا إكراه في الدين) وكذلك يكفل حرية الاعتقاد في الانتهاء يعني حرية الاعتقاد ليست للإنسان في مرحلة وفي اخري تنزع منه بل هي مستمرة معه ما دامت عن قناعة فكرية

 

محيط : تتحدث عن تقنين وإجراءات في وقت تتم أشياء أخري في الخفاء استخدام الأموال وأشياء أخري ؟

كي نكون صرحاء ، الكل يخاف من مسألة حد الردة أولا لا يوجد من يطبق حد الردة وهذا إذا سلمنا به إنه حد

وليس تعزيزا فلماذا الخوف والتوجس ؟ .. التبشير بالمال موجود في كل مكان إذن هذا دور المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني أنها تقف بالمرصاد لأي شراء لذمم الناس إذا كنا نصرخ ونشكو من شراء الأصوات في الانتخابات فأولى من يشتري دين الإنسان أن نقف له بالمرصاد وضده لو الناس بقناعة فكرية لا يوجد مانع لكن شراء وإغراء للناس لتغيير دينهم نحن ضده الدين لا يشترى ولا يساوم ..لا بد أن يكون قناعة داخليه وفكرية ويكون هناك إيمان قوي به.

 

تجديد الخطاب الديني

 

محيط : هذا يدفعنا مباشرة إلي فكرة تطوير أو تجديد الخطاب الديني.. كيف تري هذه الدعوات وكيف يكون  التجديد ؟

التجديد للخطاب الديني مطلوب إن لم يكن مفروضا ، والقرآن الكريم غير من خطابه فالقرآن المكي غير القرآن المدني ، في أسلوبه وفي طريقة خطابه وفي موضوعاته ، بل الرسول نفسه غير من خطابه كان يأتيه أحد الناس يسأله عظني فيقول له لا تغضب ويأتيه آخر فيقول له قل آمنت بالله ثم استقم فهو هنا غير خطابه بناء على حال السائل ، فليس كل الناس يصلح معها خطاب واحد وهنا تحضرني طرفة تدل على من يرفض تجديد الخطاب الديني ويرى أن كل خطاب يصلح لكل مكان ما دم يعبر عن الإسلام ، كنت أناقش أحد الشباب من أبناء المسلمين في الغرب حول الجيرل فريند وأردت أن أحاكي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع الشاب الذي قال له صلى الله عليه وسلم هل ترضاه لاختك هل ترضاه لأمك إلى آخر الحديث فقلت له هل ترضاه لاختك قال لي براحتها لو هي عايزة كده دي قناعة شخصية وهنا توقف حديثي .

 

الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب أناسا بما يتناسب معهم ، طبعا الرسالة لن تتغير يعني جوهر القضية ثابت

لكن التجديد يكون في وسائل الخطاب لديني فيم يقدم وفيم يؤخر ما المهم وما الأهم الآن.

 

وعلماؤنا ينصون على هذه القاعدة الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والنيات والمقاصد والأحوال أنا أحيانا أقرأ في بعض كتب التراث نصوصا أضع قلبي على يدي وأدعو الله ألا تقع في يد غير مسلم يحارب الإسلام .. بل أرى أن هناك نصوصا تحتاج إلى غربلة وتمحيص وتدقيق فيها في السند والمتن وفي فقهـها وأما كيف يجدد فيجدد الخطاب الديني من داخله ووفق أجندتنا نحن لا وفق أجندة أمريكية أو خارجية وبيدنا لا بيدهم وبعقولنا لا بعقولهم وبفلسفتنا لا فلسفتهم

 

محيط : ولكن نسمع عن هذه الدعوات منذ عشرات السنين ولا نجد تطوير بل ويهاجم دعاة التطوير ؟

لأنها تخرج غالبا من أناس متهمين عند الناس أو تخرج بصورة لا تقبل بها وتنفر الدعاة منها وأصحاب الخطاب الديني أو تأتي عن طريق الفرض عليهم وعدم قناعتهم أو بفلسفة تصدم مع ثوابت الدين.

 

محيط : المفترض أن يقود هذه الدعوات الأزهر الشريف والبعض يري انه هو الأخر يحتاج إلي تطوير ؟

هناك من علماء الأزهر ومن مفكري الأمة من هو أهل لهذه القيادة لكن المشكلة في أن الأزهر أمره ليس بيده مائة في المائة بل يده مغلولة ، وأفضل خريجيه وعلمائه خارج السلطة وخارج نفوذ التأثير العلمي والفكري فيه

فمثلا رجل بقامة الشيخ الغزالي أين هو وفكره وكتبه من مناهج الأزهر وعندما كان حيا ماذا استفاد منه

وكذلك رجل بقامة الشيخ القرضاوي أين هو من الأزهر نعم يدعى لمؤتمر بين الحين والآخر ولكن أين هو من النفوذ والتطوير عندما مكن لبعض رجال الإصلاح في الأزهر كالشيخ المراغي وشلتوت قاموا بجهود قوية في تطوير الخطاب الإسلامي والمناهج الإسلامية في الأزهر بشهادة الجميع

 

“القرآن الكريم غير من خطابه..”

محيط : طالعتنا وسائل الأعلام في الفترة الأخيرة بالدعوات لتغيير المناهج الدينية.. كيف تقيم هذه الخطوة خاصة وان البعض يري إنها تنفيذ لأجندة أمريكية ؟

 

نحن لسنا ضد التغيير والتطوير بالشروط التي ذكرتها آنفا أن تكون بيدنا أي بيد أهل الثقات من التخصص

وأن يكون وفق أجندة الأمة لا وفق أجندة أمريكا وإسرائيل وأن يكون وفق فلسفة الإسلام الشاملة المتكاملة

لا تجزئة ولا تحوير ولا تحريف لها لو كانت في ظل هذه الشروط والضوابط فمرحبا وإلا كانت مرفوضة.

 

 محيط : في رأيك ما أهم النقاط التي يجب أن تشملها المناهج الجديدة لو تم التطوير كما ذكرت وفق أجندتنا ..

هل فقط مجرد الحديث عن عدم التفرقة بين المسلم والمسيحي ؟

ينبغي أن تكون قائمة على توضيح الإسلام الصحيح وهو إسلام متكامل يجمع بين الحقوق والواجبات وليس وفق إصلاح جزئي في قضية جزئية لحاجة في نفس يعقوب أو كما نرى فجأة ينزل علينا ببراشوت حملة على الختان

أو حملة على النقاب وهكذا.

 

لا بد أن تقوم المناهج التي تتطور على بناء عقلية علمية إسلامية تقوم على أتباع الدليل الصحيح أينما ذهب بصاحبه وتقوم على احترام رأي الآخر وتقديره وإن اختلف معه وتقوم على التعايش السلمي بين الناس جميعا وتجمع بين إصلاح الجوارح والقلوب والنفوس وعلى بناء الإنسان الصالح في علاقته بربه، والنافع في علاقته بالناس، والمنتج في علاقته بالمجتمع ويجمع بين رعاية الدنيا وعدم إغفال الآخرة.

  
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش :       الأحد , 30 – 5 – 2010 الساعة : 11:29 صباحاً
توقيت مكة المكرمة :  الأحد , 30 – 5 – 2010 الساعة : 2:29 مساءً

“لجنة الطواريء” .. أكبر مؤامرة أمريكية ضد العرب والمسلمين   

محيط – جهان مصطفى

 
  أوباما وبوش وكلينتون    

في تأكيد جديد على أن أوباما لن يستطيع تنفيذ أي من وعوده للعرب والمسلمين بل والعالم أجمع ، كشفت وسائل الإعلام الأمريكية في منتصف يوليو / تموز عن عودة المحافظين الجدد وبشكل أكثر شراسة للمشهد السياسي في الولايات المتحدة رغم الاعتقاد بتراجعهم منذ انتهاء فترة رئاسة جورج بوش الإبن .

ووفقا لما ذكره الكاتب بين سميث في مجلة “بوليتيكو” وأستاذ العلوم السياسية ستيفن وولت في مجلة “فورين بوليسي” ، فإن مجموعة من المحافظين الجدد في أمريكا أسسوا منظمة جديدة هدفها الترويج لأجندة “ليكودية” متطرفة داخل الولايات المتحدة وخارجها بهدف دعم الحكومة الحالية في إسرائيل التي يقودها حزب الليكود .
 
وأضاف بين سميث وستيفن وولت أن المنظمة الجديدة والتي أطلق عليها  “لجنة الطواريء من أجل إسرائيل ” ستستهدف الأصوات التي ترى أن إسرائيل باتت تشكل عبئا على أمريكا كما أنها ستضغط على إدارة أوباما والكونجرس بمجلسيه لكي يعكسوا المواقف التي تحبذها لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية “إيباك ” وغيرها من مجموعات اللوبي الصهيوني في أمريكا .

ومن أبرز هؤلاء المحافظين الجدد المتشددين : ويليام كريستول وميشيل غولدفارب ونواه بولاك وراشيل أبرامز والأنجليكاني المسيحي اليميني غاري باور .

ويبدو أن المنظمة بدأت نشاطها بالفعل ، حيث استخدمت الإعلانات التليفزيونية لمهاجمة عضو مجلس النواب الديمقراطي جو سيستاك الذي يخوض حاليا منافسة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل .

ورغم أن سيستاك مناصر قوي لإسرائيل ، إلا أنها هاجمته بسبب رفضه التوقيع على رسالة من إعداد ورعاية “إيباك” ، بالإضافة إلى انتقاده حصار قطاع غزة .

وهناك توقعات بأن المنظمة ستضاعف من وتيرة تحركاتها في هذا الصدد مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وستمارس مزيدا من الضغوط على  المرشحين وعلى إدارة أوباما على حد سواء ، بل إنه ترددت أنباء أن مطالبة أوباما بعد اجتماعه الأخير مع نتنياهو في البيت الأبيض باستثناء البرنامج النووي الإسرائيلي من جهود إخلاء العالم من الأسلحة النووية كان رضوخا لضغوط تلك المنظمة لكي لا يخسر انتخابات التجديد النصفي للكونجرس .

وبالنظر إلى أن “لجنة الطواريء من أجل إسرائيل ” تصر على أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يجب أن تقام على “النبوءة التوراتية القديمة ” ، فإن الأسوأ للعرب والمسلمين على الأرجح لم يقع بعد .

أوباما وبوش

 
       

ولعل تخلي أوباما عن إصراره السابق على ضرورة أن توقف إسرائيل كافة نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإعلانه أنه لن يمارس ضغوطا أمريكية من أجل تحقيق حل الدولتين يدعم صحة ما سبق ويؤكد أن أوباما يسير على خطى أسلافه ولن يختلف كثيرا عن جورج بوش الإبن .

فمعروف أن استمرار بوش الإبن في الحكم لولايتين ارتبط أساسا بدعمه لإسرائيل ، حيث عرف عنه إيمانه والتزامه الشديد بعقيدة حركة الصهيونية المسيحية التي تتكون من اليمين المسيحي المتشدد والصهيونية المتطرفة  وهذا التحالف ناتج عن تطورات متصلة منذ زمن بعيد ، فالاعتقاد بحتمية ظهور “دولة يهودية” في فلسطين كجزء من النبوءة التوراتية لعودة المسيح أمر يعود للقرن السادس الميلادي ، بل إن أول جهد أمريكي للدعوة لإنشاء “دولة يهودية” لا ينسب إلى المنظمات اليهودية بل للمبشر المسيحي الأصولي وليام بلاكستون ، حيث شن بلاكستون عام 1891 حملة سياسية للضغط على الرئيس الأمريكي حينئذ بنيامين هاريسون من أجل دعم إنشاء دولة يهودية بفلسطين ، ورغم أنها لم تسفر عن شيء ، فإن حملة بلاكستون تعتبر الظهور الأول للصهيونية المسيحية في السياسية الأمريكية.

وكان بوش الإبن يوصف بأنه أشبه بـ”الروبوت المبرمج” لتلك العقيدة المتطرفة ، بالنظر إلى أنه كان من النوع الذي لا يدخل في نقاش مع نفسه ولا يمارس التساؤل لكونه ينطلق من مرجعية فكر ديني مطلق ، حيث أن الذين برمجوا الرئيس الأمريكي السابق هم قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية ، ولذا لم يكن مستغربا أن يصنف مجتمعات العالم إلى متحضرة وغير متحضرة وخيرة وشريرة وعليها أن تختار أن تكون ضده أو معه.

ووفقا للكاتب الأمريكي جاكسون ليزر فإن بوش الإبن كان يعتبر رئاسته بمثابة جزء من خطة مقدسة واعتقد أنه يعمل بإرشاد إلهي وينفذ إرادة الله ، حتى إنه قال لصديق له عندما كان حاكماً لولاية تكساس :”إن الله يريدنى أن أترشح للرئاسة وأوعز للولايات المتحدة أن تقود حملة صليبية تحريرية في الشرق الأوسط “.
 
وفي السياق ذاته ، قال الكاتب الألماني غنتر غراس في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” في 8 إبريل 2003  :” الأصولية المسيحية حرضت بالتحالف مع الصهيونية العالمية على الحرب في فلسطين وكانت وراء الحرب على العراق ، هؤلاء الأصوليون يرون أنفسهم مسيرين بقانون القوة المستمد من خارج التاريخ والإرادة البشرية ، ولذلك استطاع بوش أن يتجاهل ما لا يتفق مع معتقداته ويمضي في غيه في طريق الحرب ضد مشيئة الأسرة الدولية بمعزل حتى عن حلفاء أمريكا التاريخيين ، إن بوش أصولي يقحم الله في الوقوف إلى جانبه وبهذا شكل خطراً على بلاده وأساء إلى صورتها”.

مسلسل الهدايا المجانية  

وبصفة عامة ، فقد وجدت ثقافة كراهية الإسلام المغروسة في تعاليم الصهيونية المسيحية في أحداث 11 سبتمبر 2001 مرتعاً رحباً للتعبير عن تلك الكراهية ولتعميق وتوسيع انتشارها ومن ثم لبناء القرار السياسي الأمريكي عليها ، حيث كان بوش الإبن المطيع في هذا الصدد وتعددت إساءاته للإسلام والفلسطينيين والعرب وبدت مواقفه متسقة مع مواقف إسرائيل وظهر هذا في استهتاره بالأمم المتحدة واللجوء إلى الحرب و توظيف التفوق العسكري لفرض الأمر الواقع على الطرف الآخر ورفض المساعي الدبلوماسية والاستخفاف بالرأي العام العالمي .

فبعد أحداث 11 سبتمبر وقبل غزو أفغانستان أعلن أنه “ملهم من السماء ومكلف بشن حرب صليبية جديدة” وهو التعبير الذي كان يعني ضمنا لكثير من المسلمين حربا مسيحية على الإسلام ، كما وصف المقاومة بالإرهاب وأعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ مجازر وحشية ضد الفلسطينيين العزل ، بالإضافة إلى التغطية على العملية العسكرية التي أعادت إسرائيل بموجبها السيطرة المباشرة على كافة مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية في العام 2002.

أيضا ، فإن الحرب على العراق واحتلاله من قبل إدارة بوش في مارس 2003 جاء أيضا في إطار مساعي تأمين وضع إسرائيل في المنطقة عبر تخليصها من أحد الأنظمة العربية الذي كانت تعتبره مصدر تهديد لها.

ومنذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية في يناير 2006 ، قام بحشد العالم لتجويع الفلسطينيين عقابا على انتخابها إلى أن انتهي الأمر بدق أسافين الخلاف بين فتح وحماس وإشعال الفتنة بينهما .
 
وفي يوليو 2006 ، أيد إسرائيل في عدوانها البربري على لبنان ، حيث زودها بمئات القنابل العنقودية التي فتكت بأجساد الأطفال والنساء والشيوخ ، وعندما فشلت إسرائيل في القضاء على حزب الله ، تدخل لنجدتها عبر إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال.  

تقديس الصهيونية  

 
       

وفي 15 مايو 2008 ، بالغ بوش في التغزل بالكيان الصهيوني الذي وصفه بأنه “أكثر دولة ديموقراطية في العالم” ، وفي كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي بمناسبة الذكرى الستين لقيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المغتصبة ، قال بوش مخاطبا الإسرائيليين:” نعلم أن عدد سكان إسرائيل سبعة ملايين نسمة ولكنكم عندما تواجهون الإرهاب ستصبحون 307 ملايين نسمة “، في إشارة إلى عدد سكان الولايات المتحدة الذي يبلغ 300 مليون وأن إسرائيل وأمريكا دولة واحدة ، وفيما يبدو أنه تقديس للصهيونية وهى حركة سياسية متطرفة ، وجه دعوة للإسرائيليين قال فيها :”تعالوا لنعلن الصهيونية هي كلمة الله ، هناك وعد قديم قدم لإبراهيم وموسى وداوود أن تكون إسرائيل الشعب المختار” ، وهو حينها لم يبالغ فقط في تمجيد الكيان الصهيوني وإنما تجرأ أيضا على قدسية الأديان السماوية عندما وصف الصهيونية وهى حركة سياسية متطرفة بأنها “كلمة الله”.

والخلاصة أنه لولا بوش ما كانت إسرائيل لتصل إلي إقليم دارفور السوداني الذي يحتوي على ثروات من اليورانيوم والبترول لاحصر لها ، وماكانت لتصل أيضا للصومال وللتطبيع مع بعض الدول العربية من غير دول المواجهة سواء كانت خليجية أو مغاربية ، وكلمة السر في كل هذا هي الحرب على مايسمى بالإرهاب التي دشنها بوش والمحافظون الجدد بعد أحداث 11 سبتمبر وربطت بين المقاومة والإرهاب وأيضا بين الإسلام والإرهاب .

ورغم أن أوباما حاول الإيحاء بأنه مختلف عن سلفه ، إلا أن الحقيقة هي أن السياسة الأمريكية هي ذاتها ، بل إن “لجنة الطواريء من أجل إسرائيل ” تعتبر امتدادا لسياسة بوش وتسير باتجاه تطبيق أجندة المحافظين الجدد بالكامل .

  • طيب ما احنا نجحنا في تسخير أمريكا والغرب للترويج ومساندة التوريث مهما كان المقابل
    وآيه الفرق ، هذا نجاحنا ، ومش مهم شعب مصر ولا العرب كلهم
   
     
  تحرك مصري جديد باتجاه إثيوبيا للتباحث بشأن تقاسم مياه النيل

 
  احمد ابو الغيط    

القاهرة: يتوجه وزير الخارجية المصري ، أحمد أبوالغيط، ووزيرة التعاون الدولي ، فايزة أبوالنجا، إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الاربعاء‏,‏ لإجراء مباحثات مهمة مع ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي‏,‏ تتناول ملف مياه النيل، وعلاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات‏.

وتأتي الزيارة في إطار الإدراك الكامل لضرورة دعم وتطوير التعاون المشترك مع إثيوبيا ودول الحوض في جميع المجالات‏,‏ خاصة أن الفترة الراهنة تشهد توجها استثماريا مصريا موسعا في دول حوض النيل‏,‏ وهو توجه يقوده عدد من شركات القطاع الخاص والبنوك الوطنية‏.‏

‏وصرح حسام زكي‏,‏ المتحدث باسم الخارجية‏ المصرية,‏ بأن المباحثات سوف تتطرق إلي قضية المواد الخلافية ذات الطبيعة القانونية في مسودة الاتفاق الإطاري للتعاون بين دول حوض النيل‏,‏ وكانت خمس دول قد وقعت هذا الاتفاق حتي الآن‏.‏

وأوضح المتحدث أن تسوية هذه الخلافات تضمن استمرار التعاون ما بين جميع دول الحوض تحت مظلة مبادرة حوض النيل‏,‏ وترفض مصر والسودان توقيع الاتفاق الإطاري بصورته الحالية‏.‏

وقال إن الزيارة سوف تتناول موضوع مياه النيل في ضوء التطورات الأخيرة والآثار التي ترتبت على قيام 5 دول من بينها إثيوبيا بالتوقيع على مسودة الاتفاق الإطاري غير المكتمل للتعاون بين دول حوض النيل، وبحث سبل حل المواد الخلافية العالقة ذات الطبيعة القانونية في مسودة الاتفاق بما يضمن استمرار التعاون تحت مظلة مبادرة حوض النيل.

وتابع ، أن الوزيرين سيلتقيان أيضا وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن لبحث تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة والقضايا الإقليمية وأوجه التعاون الثنائي بين البلدين.

وأضاف أن الزيارة تستهدف كذلك مواصلة التشاور حول آخر مستجدات الشأن السوداني في ضوء قرب موعد إجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان، خاصة أن مصر وإثيوبيا تشاركان في تفعيل جهود المفوضية الأفريقية لتقريب وجهات النظر بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.

وذكر المتحدث المصري أن هذه الزيارة تعد الثانية لوزير الخارجية ووزيرة التعاون الدولي حيث زارا أديس أبابا في 30 مارس/ آذار الماضي لعقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين البلدين.

وكان الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، قام مؤخرا بزيارة أوغندا مبعوثا من الرئيس حسني مبارك، إلى يوري موسيفيني الرئيس الأوغندي، لبحث آخر تطورات الوضع في دول حوض النيل. وسليمان هو المبعوث الثاني لمبارك لقادة دول حوض النيل خلال 24 ساعة، حيث توجه وزير المالية المصري الثلاثاء إلى بوروندي.

وتأتي زيارة المبعوثين في إطار تحرك مصري حثيث لتلافي تداعيات اتفاقية “عنتيبي” التي وقعتها 5 من دول حوض النيل قبل أسابيع لإعادة تقسيم مياه النهر بين دول المنبع والمصب، واعترضت عليها مصر والسودان بينما امتنعت بوروندي والكونجو عن التوقيع عليها.

مصر إثيوبيا

وينحصر الخلاف الرئيسي في هذه الأزمة بين مصر واثيوبيا حيث تصل لمصر 85 % من مياه النيل عبر النيل الازرق في الهضبة الاثيوبية‏,‏ وترغب اديس ابابا منذ عام‏1990‏ في الاستفادة من هذه الميزة الجيوستراتيجية اقتصاديا في بناء سدود للتوسع في مشروعات الري وتوليد الطاقة إلا ان الخطر يكمن في ان تصبح اثيوبيا في وضع يسمح لها بالتحكم في كمية المياه التي تصل الي مصر وهو وضع سوف تعمل مصر علي منعه بأي وسيلة‏.

اما تأثير دول المنبع الاخري فليس حيويا علي مصر حتي اذا توسعت هذه الدول في مشروعات علي نهر النيل الابيض فلن يؤثر ذلك علي كميات المياه لمصر والسوادن بنفس الدرجة كما هو الحال في السدود علي النيل الازرق‏.‏

ووقعت اثيوبيا واوغندا ورواندا وتنزانيا، ثم كينيا، في 14 مايو/آيار الماضي، اتفاقا جديدا حول تقاسم مياه نهر النيل على الرغم من مقاطعة مصر والسودان، مما اثار غضب القاهرة التي اعلنت ان الاتفاق غير ملزم لها.

وبعد ساعات من توقيع الاتفاق، أعلنت إثيوبيا عن افتتاح أكبر سد مائي على بحيرة “تانا”، والتي تعتبر أحد أهم موارد نهر النيل، وذلك في سابقة خطيرة تؤشر إلى نية دول منابع النيل في تصعيد مواقفها ضد مصر.

وحذر خبراء مصريون في مجال المياه من خطورة إنشاء مثل هذه السدود علي حصة مصر من مياه النيل، واصفين إنشاءها بالسابقة الخطيرة التي ستدفع دول حوض النيل الأخري إلي أن تحذو حذو إثيوبيا وتقوم بإنشاء السدود دون الرجوع إلي مصر.

نقلة نوعية فى العلاقات وأكد خبراء مصريون في شئون المياه، أن إثيوبيا كانت ولا زالت، تقود تياراً يرفض التوقيع على أي اتفاق بشأن مياه النيل، لافتين إلى أنها تستند إلى أن نحو 85% تقريباً من مياه النيل تأتي من أراضيها ولذلك فهي ترفض على الدوام التعاون والاتفاق مع مصر تحديداً وتصر على أن تحضر أية اجتماعات أو مشاورات لدول الحوض بصفة مراقب”.

 
  الرئيس مبارك    

من ناحية اخرى، تقول مصادر سيادية إن التعامل المصرى الجديد مع دول حوض النيل، يقوم على أساس تحقيق “نقلة نوعية فى العلاقات” بمد التعاون المائى إلى مجالات توليد الكهرباء وتعظيم الاستفادة من موارد كل من الدول العشر لحوض النيل سواء فى المنبع أو المصب”.

وأشارت إلى أنه “من حق دول حوض النيل فى المنبع أن تحقق التنمية التى تبتغيها وتحقيق هذه التنمية يحتاج إلى تكثيف استخدامات المياه لتحقيق التنمية. ونحن سنعمل مع هذه الدول فى هذا الاتجاه بسبل نأمل ألا تنال من حصتنا المقررة”.

وقالت: “إن آليات مصر للتقارب الإيجابى مع دول حوض النيل تشمل الذراع الاقتصادية سواء الحكومية أو الخاصة. “هناك محاولة لتشجيع رجال الأعمال للذهاب إلى دول حوض النيل وهناك مطالبة للاتحادات الصناعية والتجارية بالتعاون بكل وسيلة ممكنة مع هذه الدول”.

كما تشمل الآليات أيضا التعاون فى قطاعات التعليم والثقافة والصحة، مضيفة “ننتظر من الأزهر ومن الكنيسة المصرية القبطية أن يسهما كلا بطريقته فى خلق قنوات تواصل وتحاور مع هذه الدول”.

وكان الرئيس حسني مبارك أكد في تصريحات سابقة له أن الحوار هو السبيل لحل الأزمة بين دول حوض نهر النيل ، مطمئنا مواطنيه حيال هذه الأزمة بقوله ” ان القلق فى هذا الخصوص لا مبرر له على الاطلاق”.

وأوضح خلال اجتماعه مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، أن الإعلام ، للأسف ، من كلا الجانبين بمصر ودول الحوض زاد من الاحساس بهذا القلق ، ودعا الى  التعامل الهادىء على المستوى الاعلامى من جانبنا حتى لا نستثير ردود فعل اعلامية من جانب دول الحوض .

وأكد مبارك أن الحوار هو السبيل للتحرك مع دول الحوض وان مصر تتحرك تحركا هادئا مع هذه الدول ولفت الى أنه عندما يتم رفع مستوى الحوار الى مستوى قادة الدول فسوف يتم تجاوز العقبات الفنية التى حالت دون اتفاق وزراء الرى والموارد المائية فى الدول التسع أعضاء الحوض حتى الآن.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش :       الأربعاء , 7 – 7 – 2010 الساعة : 8:39 صباحاً
توقيت مكة المكرمة :  الأربعاء , 7 – 7 – 2010 الساعة : 11:39 صباحاً

أبو الغيط يزور إثيوبيا الأربعاء  
     
 
 
 
     
     
  القاهرة : في تحرك إيجابي من شأنه حل الخلافات بين دول حوض النيل ، يقوم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأربعاء بزيارة إلى إثيوبيا .

وكشف حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن أبو الغيط ووزيرة التعاون الدولي المصرية فايزة أبو النجا سيقومان الأربعاء بزيارة إلى أديس أبابا يلتقيان خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي ، موضحا أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية بما ذلك التطورات الأخيرة في ملف مياه النيل.

وأضاف أن أبو الغيط وأبو النجا سيلتقيان كذلك سيوم مسفين وزير الخارجية الإثيوبي لبحث تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة والقضايا الإقليمية وأوجه التعاون الثنائي.

وتابع “الزيارة ستتناول موضوع مياه النيل في ضوء التطورات الأخيرة والآثار المترتبة على قيام خمس دول من حوض النيل من بينها إثيوبيا بالتوقيع على اتفاقية عنتيبي التي ترفضها مصر والسودان “.

ونقلت صحيفة “الشروق” المصرية عن زكي القول أيضا إنه سيتم بحث سبل حل المواد الخلافية العالقة ذات الطبيعة القانونية في مسودة الاتفاق الاطاري بما يضمن استمرار التعاون تحت مظلة مبادرة حوض النيل.

وكانت خمس دول افريقية من بلدان منابع النيل هي : إثيوبيا وكينيا ورواندا وأوغندا وتنزانيا وقعت مؤخرا اتفاقا جديدا حول استخدام مياه النيل يتيح مراجعة الاتفاقين السابقين الموقعين خلال الحقبة الاستعمارية “1929 و1959” ويمنحان دولتي المصب أي مصر والسودان 87% من إجمالي مياه النهر مع 5.55 مليار متر مكعب للأولى و18.5 مليار متر مكعب للثانية.

وبررت دول المنبع الخطوة السابقة بتزايد احتياجاتها من المياه لمواجهة الزيادة السكانية ولتنفيذ مشاريعها التنموية ولاسيما الزراعية ، فيما رفضتها مصر والسودان بشدة وتمسكت الدولتان بالمفاوضات حول الاتفاق الإطاري ضمن مبادرة حوض النيل.

وأكد ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي في تصريحات صحفية في مايو الماضي أنه لا تراجع عن الاتفاقية الجديدة ودعا القاهرة إلى التنازل عن اعتراضها على تلك الاتفاقية والانضمام للتوقيع عليها.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش :       الثلاثاء , 6 – 7 – 2010 الساعة : 6:22 مساءً
توقيت مكة المكرمة :  الثلاثاء , 6 – 7 – 2010 الساعة : 9:22 مساءً